نصف ذئب - غلاف كتاب

نصف ذئب

Nicole Riddley

4: ورطة كبيرة

ليلى

لم أبالغ في تقدير الرائحة المذهلة التي شممتها ذلك اليوم.

بل أن الرائحة أفضل مما أتذكر.

قررت أن أحتفظ بهذه الغرفة للنهاية لأن الرائحة أقوى هنا. لكن لا يزال أمامي الكثير لأقوم به: تنظيف الحمام، إزالة الغبار، تغيير الملاءة، وتنظيف الأرضية بالمكنسة الكهربائية…

تعمقت أكثر داخل الغرفة، وسحبت المكنسة الكهربائية معي. ولكن كلما اقتربت من سريره، كلما زاد تأثري بالرائحة.

أشعر بصعوبة في التنفس، وقلبي ينبض بسرعة، ومعدتي تتقلب، وجسدي يرتجف.

لم أشعر أبدًا بمثل هذا الحماس الشديد وبالسلام أيضًا في الوقت نفسه. أتوق إلى هذا الشعور عندما لا أكون هنا. قلبي مشتاق لشيء ما… أو شخص ما، لم أعد أعرف.

عقلي يقول لي ألا أفعل أي شيء مجنون، لكن جسدي لا يستمع.

أستلقي على السرير. أضع أنفي على الوسادة وأخذ نفسًا عميقًا. يا إلهي… تلك الرائحة. أرغب في شم تلك الرائحة للأبد.

أقوم بتنفسها… مرارًا وتكرارًا…

أريد فقط دقيقة أخرى.. فهي تجلب لي الهدوء والراحة...

أشعر بثقل جفني.

لكن احتاج لدقيقة أخرى فقط…

***

هناك شيء يلمس وجهي ورقبتي… شيئًا خفيفًا وناعمًا للغاية، مجرد لمسة خفيفة، لكن جسدي كله يدندن من المتعة.

ترفرف جفوني مفتوحة، وأنا أنظر إلى زوج من العيون ذات اللون الأصفر الذهبي اللامع. إنها حقًا جميلة، وفاتنة، وشديدة. و…

وتركز عليّ!

اتسعت عيناي من الرعب وأنا أعود إلى الواقع.

لقد نمت في سرير العميل! وها أنا الآن أحدق في صاحب ذلك السرير، المالك المثير!

سأفقد وظيفتي، لا، الأسوأ من ذلك - ستقتلني بيث.

أحاول الفرار منه، لكنه يزأر - يزأر! - وعند سماع هذا الصوت الحيواني، أتجمد في مكاني.

إنه تحذير، وشيء بداخلي يستجيب له.

يبدأ بالزحف فوق السرير، يحدق فيّ بعينيه الذهبيتين الحادتين، أشعر أنني مسحورة كما يسحر الحيوان المفترس فريسته التي تبقى دون حركة.

أدرك أنني الفريسة الساذجة في هذا الموقف، لكن غرائزي تنبئني بأن الهروب ليس خيارًا حكيمًا.

وفوق هذا وذاك، فإن جاذبيته شديدة ورائحته آسرة...

لحظة! ما هذه الأفكار؟

غرائز غبية.

يتمدد فوقي، وأبلع ريقي بصوت عالٍ وأنا أشعر بثقله يضغطني على المرتبة، وتغمرني برائحته الذكورية المدهشة. أستطيع سماع دقات قلبي غير المنتظمة تتردد في أذني.

أشعر بالتوتر.

أصبح تنفسي سريعًا ومتقطعًا.

أشعر بالخوف والإثارة معًا.

ثم انظر إلى ملامحه؛ عظام وجنته البارزة، فكه المحدد.

شفتاه الورديتان الممتلئة.

أنفه الأنيق، حاجباه الكثيفان، شعره البرونزي الداكن المشرّب بخصلات من ضوء الشمس.

ولكن ما يشد انتباهي أكثر من كل ذلك هما عيناه الصفراء الذهبية غير العادية المحاطة برموش داكنة كثيفة.

يلقي نظرة علىّ وكأنني أشهى شيء قد رآه في حياته.

أنا في ورطة كبيرة...

هذه هي آخر فكرة متناسقة لدي قبل أن يتلاشى كل شيء من حولي.

تسيطر رائحته الرجولية على حواسي كالسحر، وتلك العيون الاستثنائية تأسرني، والجو مشحون بالحماس.

أنا مفتونة به إلى درجة أنني لا أستوعب ما يحدث حولي.

لا أدرك كم من الوقت قضيته مستلقية هناك أتأمله. هل كانت ثوانٍ، أم دقائق، أم ساعات؟ عندما يتحرك أخيرًا، أشعر وكأنني أفيق من غفوة.

يا إلهي! ماذا فعلت؟

استوعبت بطريقة ما أن هذا الرجل ليس إنسانًا، وليس مستذئبًا أيضًا.

يا إلهي! إنه ليكان!

تتسارع دقات قلبي.

أتعرف على الرائحة من رفيق كوينسي، كاسبيان، وأصدقائه. لكن لماذا لم ألاحظ ذلك من قبل؟

أنا مجرد نصف مستذئب ولا أستطيع التحول كإخوتي، ولكن الشيء الوحيد الذي اكتسبته من والدي، بخلاف المظهر، هو حاسة شم قوية.

لقد كانت أقوى حتى من بعض المستذئبين. في بعض الأحيان، أقسم أنني يمكن أن أشم الكذب – حيث تفرز الغدد العرقية بشدة.

يلقي الليكان نظرة فاحصة عليّ – كما لو كان مذهولًا، أو كأنه لا يصدق أنني حقيقية – ثم يميل نحو رقبتي ويستنشق رائحتي.

يغمض عينيه وكأنه يستمتع بأفضل عطر في العالم. فجأة، أشعر برغبة في شم نفسي، فقد كنت أعمل منذ وقت مبكر من هذا الصباح – لابد أن رائحتي كريهة.

حسنًا، هذا هو اللقاء الأغرب والمواجهة الأكثر توترًا على الإطلاق. عليّ أن أتذكر دائمًا أن الليكان خطير.

خطير جدًا.

أقول أخيرًا: "...مرحبًا."

يرفع رأسه كأنه متفاجئ، ثم ينظر إلىَ بتلك العينان.

تلك العينان.

ثم يقول: "مرحبًا."

يا إلهي! هذا الصوت.

أقول مجددًا: "مرحبًا."

ترتسم ابتسامة مستمتعة ببطء على شفتيه ويقول: "مرحبًا."

أقول: "نعم، مرحبًا." لديه ابتسامة جميلة جدًا…

أقول مجددًا: "مرحبًا." تتسع ابتسامته.

ويجيب مجدًدا: "مرحبًا."

لحظة! كم مرة سنقول مرحبًا؟ كم أنت غبية يا ليلى.

يبدو وكأنه يكافح حتى لا يضحك. لقد قابلت للتو الرجل الأكثر إثارة على هذا الكوكب، ولا بد أنه يعتقد أنني سخيفة. وهو...لا يزال فوقي.

في السرير.

في سريره!

أسعى بسرعة للوقوف، لكن وزنه يضغط عليّ، لذلك كل ما أفعله حقًا هو التلوي وأنا تحته، ثدياي يحتكان بصدره، مفاصلي تدور حول حوضه. جسده مستثار.

بالكامل.

يا إلهي!

توقفت عن الحركة.

يدفع بذراعيه للأعلى، ثم ينزلق بنظره إلى المكان الذي لا تزال أجسادنا متلاصقة فيه قبل أن يعود للنظر في عينيّ المتسعتان من الصدمة.

الجو يصبح مشحونًا مجددًا. أشعر بالإثارة، وعندما أرى تفاحة آدم تتحرك في حلقه وهو يبتلع، كل ما أرغب به هو أن أضع فمي على عنقه وألعقه.

ثم يقول: "لا تتحركين."

لاحظت أنه يتنفس بسرعة، ولكن قبل أن أتمكن حتى من استيعاب ما قاله، ابتعد عني. أشعر على الفور بخيبة أمل – أريد أن أشعر بجسده الدافئ كله مجددًا.

شعرت بالبرد حين لامسني الهواء.

يا إلهي! تنورة زيي قد ارتفعت إلى أعلى فخذي، وظهر سروال سوبرمان الداخلي الخاصة بي! وأنا متأكدة من أنه رآها قبل أن ينظر إلى وجهي.

أسرعت بسحب تنورتي إلى الأسفل، واحمر وجهي خجلًا. لسوء الحظ، بشرتي البنية فاتحة بما يكفي لإظهار احمرار خدي.

يُقدم لي يده لمساعدتي في الوقوف، وعندما أمسك بها، تُثير مجرد لمسة يده جسدي بأكمله، مما يجعل قلبي يخفق بسرعة في صدري.

إنه شعور رائع جدًا.

وربما كان ذلك مجرد خيال، لكنني شعرت بأن يده تضغط على يدي لبرهة قبل أن يطلقها. كأنه لا يرغب في تركي.

الآن، وقد وقفنا، أدركت مدى طوله. فأنا التي يبلغ طولي 175 سم ولا أستطيع غالبًا ارتداء الكعب العالي في المواعيد الغرامية، أجده يفوقني طولًا بمراحل، ربما يصل طوله إلى 195 سم.

يسأل بصوت عميق وجذاب: "ما اسمكِ؟" تأثير اللهجة البريطانية الراقية المختلطة بلهجة أخرى يثيرني حقًا.

لكنني أقاوم بفضل سراويل سوبرمان الداخلية الخاصة بي، لأنها متينة.

لحظة! هل أنا في ورطة؟ لقد نمت أثناء العمل، وعلى سريره. بالإضافة إلى كونه ليكان. هل أنا على وشك أن أفقد وظيفتي؟ أو ~حياتي~؟

أسأل بحذر: "لماذا؟"

يرفع حاجبًا ويقول: أود فقط معرفة اسم المرأة الجميلة التي أحادثها.

جميلة؟ أدرك أنه وصفني بالجميلة، لكن من غير المعقول أن يكون يغازلني. فهو رجل وسيم للغاية.

وهو ليكان أيضًا. بالطبع لست من مستواه. نحن مختلفان تمامًا.

لذا، لا أعتقد أنه يغازلني.

أخبره أخيرًا: "أدعى ليلى."

ثم يردد اسمي: "ليلى."

سماعه ينطق اسمي بهذا الصوت، والطريقة التي يلفظ بها، يجعلني أشعر بالقشعريرة.

أخذ خطوة للخلف وأقول: "يجب أن أعود إلى العمل. هناك الكثير للقيام به، تنظيف الحمام، وترتيب السرير. بخصوص السرير... أنا آسفة جدًا لأنني نومت على سريرك. لن يتكرر ذلك مرة أخرى، أعدك."

يخطو هو خطوة نحوي، فأتراجع خطوة أخرى.

أوضح وأقول: "لست معتادة على النوم في أسرّة الرجال الغرباء، ولم يحدث ذلك من قبل."

ثم يجيب: "جيد."

ثم أضيف: لكن هذا لا يعني أنني أعتقد أنك شخصًا غريبًا أو شيئًا من هذا القبيل.

نعم، مجرد ليكان فقط… يجب أن أتوقف عن الحديث الآن.

وأكملت: "كل ما في الأمر أنني كنت متعبة جدًا، فقد كنت أقوم بالتنظيف منذ صباح اليوم، وقمت بالتنظيف الليلة الماضية أيضًا —"

تغيير تعبير وجهه وكأنه غاضب من شيء ما، لذلك توقفت عن الحديث.

أدير ظهري لأهرب وأقول: "حسنًا... سأستأنف عملي إذًا." في محاولة يائسة للابتعاد عن هذا الإحساس الذي يتملكني تجاه هذا الشخص الغريب.

ثم يزمجر فجأة ويقول: "لن تقومي بتنظيف غرفتي أو أية غرفة أخرى. أبدًا."

ماذا؟

أنظر بسرعة إليه وأقول: "سيكون من الصعب عدم فعل ذلك، فهذه وظيفتي. إلا إذا كان ستبلِّغ عنِّي لرئيستي. لحظة! هل ستطردني؟"

يا إلهي! لقد انتهي أمري. أستطيع بالكاد دفع الإيجار هذا الشهر، لذلك أستعد للتوسل وأقول: "أنا آسفة جدًا. أعدك أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى. أبدًا."

تضيق عيناه ويسأل: "هل تقبلين الخروج معي في موعد، يا ليلى؟"

أسأل بدهشة: ماذا؟

ثم يجيب: "اخرجي معي. هل ليلة الغد مناسبة لك؟"

أتلعثم وأرد: "أنا... أعمل في ليال الجمعة." هل يطلب مني حقًا الخروج؟ مني أنا؟

تجهم كما لو أن ما قلته للتو يسيء إليه ويقول: "ماذا عن مساء السبت إذن؟ سأقلك في السابعة."

يا إلهي، السبت. تضغط عليّ أمي للعودة إلى المنزل من أجل العشاء العائلي المعتاد. مع كوفي.

ليس هذا فحسب، بل وافقت أيضًا على موعد مع ديريك. على الرغم من أنني لم أعد أرغب حقًا في الخروج معه. ولا أرغب في العودة إلى المنزل لأجد كوفي ينتظرني على مائدة العشاء.

لكنني ألغيت موعدي مع ديريك عدة مرات بالفعل، وهذا ليس لطيفًا.

وفوق ذلك، ألا يعيش هذا الرجل مع شخص ما؟ خطيبة أو صديقة، كما قالت مارني في وقت سابق اليوم؟ تثير هذه الفكرة حزني.

لا، بل تثير غضبي.

أقول بحزم: "لا، شكرًا. لا أستطيع."

تضيق عيناه ويسأل: "لماذا؟ هل لديك موعد بالفعل؟"

لا بد أنه قرأ شيئًا في تعابير وجهي أو ردة فعل بسيطة، لأنه يشد فكه بغضب.

فجأة وجدت نفسي محشورة بينه وبين الحائط بجوار السرير، وهو يمسك بذراعي. ينحني نحوي ويلامس بأنفه وشفتيه رقبتي.

يتنفس بعمق ويهمس بصوت منخفض: "ليلى."

الجو مشحون بالطاقة، وأستطيع أن أشعر بها تحيط بنا. يخفق قلبي، وتتلاصق أجسادنا مع كل نفس.

ثم يسحب أنفه وشفتيه على طول رقبتي حتى يصل إلى عظمة الترقوة ويقول: "ليلي العزيزة... أخبريني أنكِ لي وأنه لا يوجد آخر."

يا إلهي! أشعر بإثارة تجتاح جسدي كاملاً من لمسته.

يلامس لسانه الدافئ بشرتي فأئن بصوت مرتفع وألف ذراعاي حول رقبته لأجذبه إليّ.

ثم يبدأ بتقبيل رقبتي، وأشعر بجسدي يتوهج كأن به نارًا.

لم أشعر بمثل هذا الشعور الرائع من قبل.

الفصل التالي
Rated 4.4 of 5 on the App Store
82.5K Ratings
Galatea logo

كتب غير محدودة وتجارب غامرة.

غالاتيا فيسبوكغالاتيا إنستغرامغالاتيا تيك توك