Zainab Sambo
لورين
ليس من الجيد أن تخرجي غضبك على كلب مسكين، خاصة إذا كان مالكه هو الذي أغضبك.
لقد كنت انزه برينس لمدة عشرين دقيقة.
وأسوأ خمس دقائق مرت كانت مكالمة هاتفية تلقيتها من بيث، التي ضحكت بشدة لدرجة أنها سقطت من على الكرسي.
لم تكن محادثتنا جيدة ولم أعبّر لها عن غضبي وإحباطي فكان كل ما فعلته بيث هو الضحك وسط الثرثرة التي كانت تقولها.
أنهيت المكالمة قبل أن أشعر بالغضب.
كان برينس كلبًا لطيفًا، لو لم أكن شخصًا مشغولًا لاشتريت لنفسي كلبًا، لكن الحصول على كلب يعني مسؤولية جديدة، بالإضافة إلى المال الذي سأنفقه على طعام الكلاب وأشياء أخرى.
ستكون مسؤوليات كثيرة وأنا بالكاد أستطيع أن أتحمل نفقاتي.
لم يسبق لي أن رأيت كلبًا ذكيًا ومغرورًا، وأقسم أنه كان مثل صاحبه، وكان مزاجه سيئًا أيضًا.
وعندما أخذته إلى حديقة قريبة رأيت كرة متسخة على الأرض، فالتقطتها وكنت أرغب في اللعب مع برينس لكن الكلب اللعين تجعد أنفه بازدراء.
أنا لا أمزح، لقد كان ينظر إلى الكرة باشمئزاز... على عكس بقية الكلاب.
غادرنا الحديقة من أجل سعادة برينس، وتوقفت لشراء النقانق وتوقفت امرأة مع كلبها أمام أحد المتاجر.
أنا: أنظر يا برينس، أليس هذا الكلب لطيفًا؟ هل تريد الذهاب لتلعب معه؟
أعطاني نظرة " هل أنتِ جادة" وعرفت بعد ذلك أن الكلب كان أكثر ذكاءً مما كنت أعتقد إذا كان يستطيع فهم ما أقوله أو ربما كان كل هذا في خيالي.
أنا: هيا يا برينس، كم مرة رأيت كلبًا لطيفًا مثل ذلك الكلب؟ لا تكن متحفظًا جدًا.
تنهد ونظر بعيدًا.
ربما سأجن وأنا أتحدث مع كلب وأعتقد أن الكلب كان يرد علي بتعابيره، ثم بدأ في السير بعيدًا عني في الاتجاه المعاكس.
أنا: برينس! أمسكت بسلسلته فهاجمني بأسنانه.
أنا: يا إلهي، أنت مثل مالكك تمامًا، هل اكتسبت شخصيته أيها الكلب المسكين؟ قلت وأنا أداعب الكلب وأحك الجزء الخلفي من أذنه وقلت: يجب أن يكون العيش صعبًا جدًا مع رجل بارد القلب.
لم يظهر أي رد فعل.
أنا: هل يمكنني أن أخبرك سرًا؟ أعتقد أنه إذا قلل من مزاجه السيئ وبدأ في التعامل بلطف مع الناس، سأبدأ في الإعجاب به، إنه مثير حقًا.
ابتسم برينس، أقسم أنه ابتسم!
أنا: حسنًا، لنذهب. قمت بشد سلسلته لكنه لم يتحرك.
أنا: برينس، هيا، لنذهب.
بقي في مكانه دون أن يتحرك.
أنا: برينس! صرخت وسحبت السلسلة بقوة.
قفز علي وبعد ثوانٍ قليلة سمعت صوت تمزيق.
نظرت إلى المكان الذي مزقه ولم يكن قطع صغير، بل كان هناك قطع كبير وملحوظ في الفستان أسفل الركبتين مباشرة.
أنا: اللعنة! ثم قلت: يا إلهي، هذا لم يحدث.
حاولت التنفس والتركيز، لكن كل ما استطعت رؤيته هو السعر الذي يقول سبعمائة جنيه.
أنا: لا لا لا.
كنت سأصاب بنوبة في الشارع، ماذا سأفعل؟ لقد انتهى أمري.
لا يمكن أن أحصل على مائتي جنيه، وكان ثمن الفستان أكثر مما أملك.
أُفضل أن أموت قبل أن آخذ المال الذي كنت أدخره لأبي.
أنا: لماذا بحق الجحيم فعلت ذلك يا برينس؟
لقد بدا غير معتذر وأردت الصراخ.
ماذا سأفعل بحق الجحيم ؟ أبيع جهاز التلفزيون الخاص بي؟ لكنني لا أملك واحد، كان كل شيء ملك بيث.
ما هو الشيء الغالي الذي أملكه والذي كنت سأبيعه؟ لا شئ.
لقد أخبرني عقلي أن أخبر السيد كامبل.
في النهاية هذا كان كلبه اللعين وأنا أستحق أن يدفع لي مقابل الضرر الذي لحق بالفستان الذي لم يكن يخصني.
ولكن من ناحية أخرى، كبريائي وغروري لم يسمحوا لي بإخباره.
اذهبي إلى الجحيم بكبريائك وغرورك، اخبريه ودعيه يدفع ثمن الفستان.
كيف سأحل المشكلة؟
بعد أن اتخذت قراري، أمسكت برينس وسحبته معي إلى المطعم.
انتظرنا انتهاء اجتماع السيد كامبل، وعندما انتهى الوقت، رأيته يخرج مع رجل صيني ذو شعر رمادي، وتصافحوا قبل أن يغادر الرجل في سيارته.
ثم التفت إلي.
نظرت إلى الأرض قليلاً قبل أن أرفع رأسي وأعيد الكلب له.
أنا: لقد تمزق فستاني. قلت بصوت حزين.
كان صوتي الداخلي يصرخ وعلى استعداد للموت من الإهانة التي جلبتها لنفسي للتو.
ميسون: أرى ذلك، لكن كيف يعنيني ذلك؟
عضضت شفتي السفلية، وأوقفت الصراخ.
أنا: برينس مزق فستاني. حاولت تجنب تلك العيون الرمادية الحادة والوحشية.
ميسون: هل تطلبين التعويض يا سيدة هارت؟
كانت لهجته خالية من العاطفة.
كنت لا أزال أنظر بعيدًا عن عينيه، ولعبت بيدي: حسنًا، ترى—
لقد قطعني: انظري إليَّ.
نظرت إليه ورأيت يده تميل نحو وجهي، فاتسعت عيني، اعتقدت أنه إما سيصفعني أو يلمس وجهي.
وبدلاً من ذلك، ذهبت يده إلى خلف رقبتي، ثم سحب بطاقة السعر.
واحمر وجهي، لقد تعرضت للإهانة وتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني.
هذا ما كنت أحاول تجنبه طوال الليل.
ميسون: أمر مؤسف للغاية. علق بلهجة كسولة: حتى أن الفستان رخيص.
ماذا؟ هل كان يعتبر فستانًا بسبعمائة جنيه رخيصًا؟ أحب أن أرى ما وصفه لباهظ الثمن.
لكنني لم أستطع النظر إليه.
لم يكن من الممكن أن أعيش هذا الأمر على الإطلاق، لقد تفاجأت عندما أمسكت يداه الدافئة بيدي ووضع بعض الأوراق النقدية في يدي.
لم أستطع أن أقول كم من النقود وضع، ولكن كان هناك الكثير.
لم يسبق لي أن أمسك بهذا القدر من المال.
لم يقل أي شيء وقبل أن أتمكن من الرد، كان بالفعل داخل سيارته ورحل.
وقفت هناك ثابتة في المكان، أحدق في النقود التي في يدي.
لماذا انزعجت عندما أعطاني ماله؟ ألا ينبغي أن أكون سعيدة لأنني الآن سأتمكن من دفع ثمن الفستان؟
لسبب ما، لم يعجبني الأمر ولم أكن أريد ماله.
وضعته في حقيبتي على أمل إعادته إليه في المكتب غداً، لو كنت أعرف مكان بيته لذهبت إلى هناك على الفور.
بيث: ستفعلين ماذا؟ سألت بيث عندما أخبرتها القصة كاملة.
أنا: سأعيد المال. أجبتها وأنا أزلق الفستان إلى أسفل ساقي.
بيث: لماذا؟ انه لكِ، لقد أعطاكي هذا المال؟
أنا: حسنًا، لا أريد ذلك.
بيث: هل أنتِ مجنونة؟ كيف ستكونين قادرة على دفع ثمن الفستان؟ مزقه كلبه فمن المفترض أن يدفع ثمنه، توقفي عن التفكير السلبي وانظري إلى الجانب المشرق، يجب أن تحتفظي بالفستان أيضًا.
ألقيت الفستان على السرير ووضعت يدي على فخذي، وحدقت في بيث.
أنا: لقد أعطاني ألفي جنيه، ماذا يفترض بي أن أفعل بباقية المال، هاه؟ أنا لست حالة تحتاج إلى تبرع يا بيث.
أنا: لدي كرامة، لا أستطيع قبول المال منه فحسب، إنها إهانة!
نظرت إلي بانزعاج وقالت: إهانة ماذا؟ أنت فقط لا تريدين ذلك.
كانت نبرتي تدل على الانزعاج عندما سألتها على الفور وقلت: هل قابلتي هذا الرجل؟ إنه شخص وقح! هل تعتقدين أنه لن يسخر مني؟
أنا: ليس لديكِ أي فكرة. كنت لا أزال أحاول تهدئة كبريائي المجروح، وما زلت أحاول التصالح مع ما حدث.
لم تكن هناك، ولم تتمكن من رؤية ما رأيته في عيون ميسون كامبل.
بيث: حسنًا، لماذا لا تأخذي السبعمائة وتعيدي له الباقي؟ وأخبريه أنكِ ستعيدين السبعمائة عندما تحصلين على راتبك، ما رأيك؟ لقد قمت بحل مشكلتك.
أنا: أنتِ من تسبب بها في المقام الأول!
لوحت بإصبعها في وجهي.
بيث: لا يا لوري، أنتِ من اعتقدتي أنكِ مدعوة لتناول العشاء معهم. ضحكت بخفة: أتمنى لو رأيت وجهك عندما أخبرك أنك ستمشين مع كلبه.
أنا: أنا متأكدة من أنه وجد متعة في إذلالي أيضًا ، هل كان من الصعب جدًا إخباري بما كنت سأفعله هناك؟ اشتكيت لها.
أنا: كان بإمكانه أن يقول فقط: يا آنسة هارت، سوف تمشي كلبي الليلة، حتى لا أجعل من نفسي أحمقُا.
حتى لو وقفنا في المحكمة أمام القاضي، فإن الشخص الذي يجب إلقاء اللوم عليه هو مديري لأنه لم يوضح الأمر.
كنت بريئة، أنا من تعرضت للإهانة وأنا من خسرت الكثير من المال الليلة، بما يكفي ليجعلني أفقد النوم.
لكنني كنت أعلم أنه سيسخر لأن لديه كل تلك المليارات في حسابه البنكي.
تأوهت وفركت جبهتي، فكان لدي صداع شديد قادم.
أنا: أنا حقا أكرهه.
شهقت بيث بطريقة مزيفة.
بيث: كيف يمكنك أن تكرهي الرجل الأكثر إثارة في إنجلترا؟ كما تعلمين أنا أغير جدًا منكِ، عليك أن تتفقديه طوال اليوم وتتأملي في كل جزء من جسده الذي ينادي اسمي.
ضربتها.
أنا: اسكتي، أنا لست مغرمة ولا حتى أهتم به.
كاذبة.
أنا: أنا أهتم فقط بعملي.
شهادة في الكذب، نعم حصلت عليها.
بدت وكأنها لم تصدقني.
بيث: إذن أنتِ محصنة ضد جاذبيته؟ أنتِ لا تنجذبين إليه؟ على الاطلاق؟
أنا: آسفة لإفساد حماسك يا عزيزتي. يا لكِ من كاذبة معتمدة يا لورين
بيث: أنا أعرف أنكِ تكذبين. وجهها مبتسم.
بيث: أنتِ لا تريدين أن تعترفي بأنكِ مغرمة بمديرك أيضًا.
أنا: لست مغرمة بمديري! إنه مديري! هذا ممنوع منعًا باتًا.
بيث: أين يُقال في دليل الموظفين إنه لا ينبغي عليكِ أن تغرمي بمديرك، همم؟
ابتسمت.
أنا: القاعدة الثامنة والسبعون: لا ينبغي لأي موظف أن يشارك في أي عمل جسدي أو أن يشكل علاقة مع زميل في العمل. هنئت نفسي لتذكري بعض القواعد.
على الرغم من أنني لم أطلع بعد على الدليل بأكمله، إلا أنني كنت سعيدة لأنني تمكنت من قراءة بعضه وتجنب مخالفة القواعد.
بيث: إنها لا تقول مديرك. كان ردها ذكي.
أنا: حقًا؟ هذه هي حجتك؟ سألت ورفعت حاجبي وهزت كتفها في المقابل ثم قلت: أيًا كان، سأذهب للنوم.
نهضت بيث من على سريري.
بيث: نحن مازلنا على خطتنا بشأن نهاية هذا الأسبوع، أليس كذلك؟
أنا: ليلة لخروج الفتيات؟ بالتأكيد، هل يمكنني أن أدعو صديقتي أثينا؟
بيث: نعم، ويمكنك أيضًا إحضار مديرك في العمل، كلما زاد العدد كلما زاد المرح." غمزت بيث.
أنا: ارحلي يا بيثاني.
***
تم تحديد موعد لأبي مع الطبيب اليوم، وعدتني ممرضته بيكي بأنها ستخبرني بآخر المستجدات، أعطيت نفسي لحظة قصيرة لأقول لنفسي أن كل شيء سيكون على ما يرام.
كان سيخضع للعلاج الكيميائي بشجاعته المعهودة.
سيكون بخير، وسيعيش طويلاً بما يكفي لرؤية أحفاده.
كنت قلقة في الغالب من أنه سيضطر إلى تخطي كل هذا بمفرده دون أن يكون هناك أحد بجانبه، لكن بيكي أكدت لي أنها ستكون معه في كل خطوة في رحلة العلاج.
كنت قلقة من أن ينزعج أبي لأن وظيفتي تمنعني من التواجد معه هناك، لكن الرسالة التي أرسلها لي جعلتني أشعر بالاسترخاء.
كان أحد تلك الأيام التي كرهت فيها المرأة التي أنجبتني.
كان من المفترض أن تكون معه، وليس ممرضته، لكن الله يعلم أين كانت في تلك اللحظة، أو إذا كانت لا تزال تفكر فيه.
على الرغم من أن أبي قال إنه لا يمانع في عدم وجودي هناك، إلا أنني مازلت أشعر بالسوء الشديد، لقد كنت العائلة الوحيدة التي بقيت لديه، وكنت مشغولة للغاية في تنفيذ المهمات لميسون كامبل.
مشيت عبر إشارة المرور المليئة بالناس إلى أقرب مقهى على بعد بنايتين من المكتب، وحصلت على قهوة لاتيه تحتوي برغوة إضافية قبل أن أتوجه بسرعة إلى مبنى الشركة.
كان الطقس البارد يضرب وجهي فاختبأت أكثر في سترتي.
كان المصعد فارغًا عندما دخلت وضغطت على رقم الطابق الخاص بي، وكنت متوترة ولازلت أشعر بالحرج عندما أتذكر ما حدث الليلة الماضية.
كانت الإهانة التي تعرضت لها لا تزال مشتعلة داخل ذهني، وكنت أخشى رؤية السيد كامبل.
تمنيت أن تكون عطلة نهاية الأسبوع حتى لا أضطر إلى مواجهته قريبًا مرة أخرى، والله يعلم ما كان رأيه بي.
لماذا يكون الشخص الوحيد الذي لا تريد إحراج نفسك أمامه دائمًا يكون هو الشخص الوحيد الذي ينتهي بك الأمر إلى إحراج نفسك أمامه؟
وبينما كان باب المصعد على وشك الإغلاق، جاءت يد من خلال الفجوة، وفتحت الأبواب.
دق قلبي عندما رأيت الرجل الذي كنت أفكر فيه قبل خمس ثوانٍ فقط.
دخل السيد كامبل إلى المصعد ووقف بجانبي، تم قص شعره بقصة أنيقة جعلته يبدو جيدًا حقًا، وكانت رائحته حلوة أيضًا.
لا ينبغي لي أن أفكر فيه، فكان شخصًا لا يجب لي أن أختاره.
كنت أستعيد ذكريات الماضي الكاملة لأول كابوس لي مع ميسون كامبل.
عندما كنت في المصعد وحدي مع هذا الرجل القوي، وشعرت بالتوتر يتزايد.
لماذا كنت مهووسة به تمامًا؟ لم يكن الأمر كما لو أنني لم أتحدث معه من قبل.
لكن هذه كانت المرة الأولى التي نكون فيها وحدنا في المصعد معًا.
ويمكنني بالتأكيد قطع التوتر بسكين.
لم يتحدث ولم ينظر إلي، واُغلقت أبواب المصعد وفُتحت أبواب التوتر على مصراعيها.
في رأسي، كنت أستعيد ذكرياتي وهو يمسك مؤخرتي ويدفعني إلى الحائط بقوة ويضرب شفتيه الحمراء الجميلة بشفتي في أكثر مشهد جنسي مثير رأيته على الإطلاق.
أبقيت رأسي منخفضة متظاهرة بأنني مفتونة باللاتيه بينما في الواقع كنت أحاول جاهدة ألا أنظر إليه.
يجب أن أقول شيئًا، يجب أن أحييه، فكان مديري.
كان هذا الاكتشاف الصغير بمثابة صفعة على وجهي، كنت مشغولة للغاية بالخوف من وجودنا في مكان مغلق معًا لدرجة أنه لم يخطر ببالي أن أحييه.
أنا: صباح الخير يا سيدي.
لم أحصل على رد في المقابل.
حسنًا، لم أتوقع منه أن يقول لي شيئًا بعد أن استغرقت وقتًا طويلاً في إدراك أخطائي.
على الرغم من أحلامي الجنسية الصغيرة السخيفة، لم أتمكن حتى من إقناعه بإلقاء نظرة جانبية إلي في الحياة الحقيقية.
ميسون: إذًا تتذكرين من هو المدير، اعتقدت أنكِ نسيتي بطريقة ما ما الذي من المفترض أن تفعله المساعدة عندما ترى مديرها.
ألقيت نظرة سريعة إليه فوجدته ينظر إلى ساعته الباهظة الثمن.
ميسون: دقيقة وثلاثون ثانية. نظر إليّ ولم يكن يوجد مشاعر في عيناه.
ميسون: هذا هو الوقت الذي يستغرقه دماغك قبل أن يبدأ في العمل بشكل جيد.
وقفت بلا حركة وضغط على فكي حتى أتمكن من استجماع ضوابط النفس المطلوبة لأتحدث بهدوء.
أنا: لماذا تهين ذكائي دائمًا؟ فأنا ذكية.
تحرك وأخرج يديه من جيوبه بينما واصلت التحديق به واستمر هو في النظر للأمام مباشرة ثم شبك يديه أمامه.
ميسون: الأشخاص الأذكياء لا يطلقون على أنفسهم اسم الأذكياء، عندما تكون ذكيًا وتعرف ذلك، فإنك تجعل الناس يعتقدون أنك لست كذلك، ثم تظهر ذكائك في أكثر وقت لا يتوقعونه.
رفعت حاجبي.
أنا: هل هذه هي الطريقة التي أصبحت بها أحد أقوى الرجال في إنجلترا؟ من خلال التظاهر بأنك لست ذكيا؟
فشلت في العمل بنصيحتي الخاصة بشأن عدم طرح أسئلة لا تخصني وكانت بالتأكيد أكثر من الحدود المسموحة لي.
قال أبي إنني معتادة على أن أكون شخصًا فضوليًا ولا أعرف متى أصمت.
ميسون: واحدًا من؟ يا سيدة هارت، أنا أقوى رجل في إنجلترا، شيء من الواضح أنك فشلت في إدراكه.
أنا: لم أفشل في إدراك أي شيء، أنا فقط أفكر بعقلانية يا سيدي، أنا أتفق معك في كونك أحد أقوى الرجال، لكن أقوى رجل في كل إنجلترا؟
أنا: هل نسيت أن لدينا ملكة ورئيس وزراء؟
خرجت الكلمات من فمي حتى عندما — لاااااا تذكري مع من تتحدثين — حاولت إيقاف الكلمات من أن تخرج من فمي.
ميسون: واجبي كمدير يستلزم السماح بتعليق مثل هذه التعليقات من الموظفين لدي.
لهجته المتغطرسة جعلتني أندم بشدة على قول ذلك.
بقيت هادئة، وأحدق في الأرقام الحمراء التي تتسلق، وكل واحدة منها تأخذ وقتها حتى وصلنا إلى طابقنا.
سيناريو مختلف تمامًا عن ذلك الذي استحضره عقلي، بالطبع سأترك هذا المصعد و أنا أشعر بالارتباك والندم ولكن ليس لأي سبب جنسي مثل القبلات التي تبادلناها في المصعد.
أتمنى هذا!
ربما كان عليّ أن أبقي فمي مغلقًا.
***
لقد كان السيد كامبل مشغولًا لساعات طويلة، لذا لم يكن لدي الوقت للتحدث معه وإعادة أمواله، كنت بالتأكيد أحاول تجنبه أيضًا، لكن لم أستطع تجنب رؤيته في الاجتماع.
عندما دخلت قاعة الاجتماعات، قررت أن أجلس في المكان الذي أخبرني به المرة الأخيرة لتجنب المشاكل، وكنت أقصد بهذه المشاكل الحصول على نظرات تعجبية وغير ضرورية.
بعد أن شعرت بالراحة في مقعدي، انتظرت بدء الاجتماع.
أومأ الموظفون الآخرون، الذين لم يكن من دواعي سروري مقابلتهم لأنهم إما تجاهلوا وجودي أو بذلوا قصارى جهدهم لتتجنبني رؤوسهم.
بدأ الاجتماع في الوقت المحدد تمامًا وركز السيد كامبل انتباهه على كل من في الغرفة.
لاحظت أنه عندما تحدث، كان الجميع متحمسين للموافقة على ما يقوله، وبدا أن الجميع يستمعون باهتمام.
ولكن عندما بدأ موظف آخر في الحديث، لم يبذل الكثير من الجهد في التركيز.
عندما كان السيد كامبل يتحدث، لم يكن بوسعك إلا أن تستمع.
ولم يكن بسبب الكلمات التي كان يقولها لكنها بسبب نبرة الصوت التي كان يستخدمها ومدى جاذبية صوته.
وكانت كل العيون موجهة نحوه، مستمعين إلى كل كلمة قالها.
بدأت سينثيا من قسم أبحاث التسويق عرضها التقديمي وقمت بتدوين الملاحظات كما أراد السيد كامبل.
خلال الساعة التالية، بذلت قصارى جهدي لأكون جزءًا من هذا الاجتماع حتى لو كان كل ما فعلته هو الإيمائة بالموافقة على ما اعتقدت أنه رائع وكتابة الملاحظات دون أن أفتح فمي أبدًا.
بعد الإنتهاء من كل شيء لهذا اليوم، وقف السيد كامبل: عمل عظيم اليوم، استمروا.
نهض الجميع من مقاعدهم وخرجوا من قاعة الاجتماعات.
أدركت أن السيد كامبل لم يقم بأي محاولة للمغادرة بعد، وبينما كنت على وشك المغادرة، تنحنح.
ميسون: آنسة هارت، انتظري دقيقة.
التفت إليه، وأنا أكافح من أجل التنفس مرة أخرى عندما اقتربت منه للمرة الثانية.
كان لا يزال واقفًا، وكنت أُفضل أن يجلس.
كان شديد التخويف وكبيرًا عندما كان واقفًا، وشعرت دائمًا أنه سيسحقني تحت حذائه الجلدي باهظ الثمن.
ميسون: هل هناك شيء تريدين أن تقوليه لي؟
ابتلعت ريقي بشكل غير مريح.
أنا: ممم، لا أعتقد ذلك يا سيدي، هل هناك؟
غبية. غبية. قليها!
ميسون: إذا كان لديك ما تقوليه، يجب أن تقوليه الآن. كرر متجاهلًا سؤالي.
هل كان هذا الرجل قارئ أفكار؟ كيف يعرف أنني أريد التحدث معه؟
ربما لأنك كنتِ تتجنبيه وتتوترين في حضوره.
ميسون: هذه فرصتك. كرر.
افعليها يا لورين.
اخذت خطوة إلى الأمام وتوترت فجأة لكنني لم أرد أن أترك توتري يمنعني من القيام بما هو صواب.
وكان ذلك ينقذ كرامتي.
أنا: أناـــ أريد أن أعطيك شيئا.
رفع حاجبه.
ميسون: هل أعطيتك الانطباع بأنني أريد شيئًا منكِ؟ سأل بنبرة مملة.
كل ما أمكنني فعله هو التنهد.
أنا: إنها بحقيبتي، اسمح لي أن احضرها. استدرت بسرعة وغادرت قاعة الاجتماعات قبل أن يوقفني مرة أخرى.
عندما عدت، كان يقف بالقرب من النوافذ الكبيرة وينظر إلى المدينة.
كنت أعلم أنه كان على علم بعودتي، لكنه لم يلتفت ولم أعرف ماذا أقول، وكنت أحمل نقوده في يدي والتي شعرت فجأة بثقلها.
أنا: أحضرتها.
ميسون: حسنًا، هل تريدي مني أن أخبرك مرتين لتقتربي أكثر؟
أنا: لا يا سيدي.
تقدمت للأمام حتى تمكنت من رؤية وجهه بوضوح.
استدار ببطء، وجعلتني عيناه الرماديتان ذوتا الرموش الداكنة أسيرة في نوع من الحلم.
لقد كان وسيمًا بشكل لا يصدق، كيف يمكن أن ينعم بهذا الكمال لكنه يفشل في أن ينعم بشخصية لطيفة؟
لأنه لا يمكن لأحد أن يحصل على كل شيء يا لورين.
نظر إلى يدي وتنحنحت.
أنا: شكرًا على الليلة الماضية، لكني لاــــ
ميسون: ليلة أمس؟ أمال رأسه وبدا ناسيًا ثم قال: هل حدث شيء ما الليلة الماضية وأنا لست على علم به؟
تعبيرات الصدمة ظهرت على وجهي.
أنا: ممم، نعم.
ميسون: قولي إذن.
هل كان يفعل هذا عن قصد؟ هل يحاول أن يجعلني أتحدث عن الليلة الماضية عندما علم أنني كنت أشعر بالإهانة بالفعل؟
أنا: لا أعرف لماذا أعطيتني ألفي جنيه والفستان ثمنه سبعمائة جنيه لكن على أية حال، أريد إعادة الباقي إليك.
أنا: أعدك عندما أحصل على راتبي، سأعيد السبعمائة إليك أو يمكنك خصمها. أنهيت كلامي وأنا أتنفس بصعوبة.
ميسون: هل أبدو وكأنني سأفقد النوم بسبب ألفي جنيه؟
أنا: لا ولكن ـــ
ميسون: كنتِ في حاجة إليها، أليس كذلك؟ ثم أكمل: دمر برينس فستانك ودفعت ثمنه، وشعرت بالكرم الكافي لأُضاعف ذلك المبلغ، لماذا تخلقين مشاكل حول هذا الموضوع؟
أنا: أنا لا… . توقفت عن التحدث عندما أدركت أنني سأرفع صوتي، وأخذت نفسًا عميقًا ثم زفير.
أنا: أنا لا أخلق مشاكل يا سيدي. شكرًا لك، ولكنني لا أريد ذلك.
ميسون: لأنك أفضل من ذلك؟
أنا: الأمر ليس كذلك. قلت في الإحباط: لا أريد أن تشفق علي بالمال.
ميسون: ها هذا ما تعتقدينه؟ مال للشفقة؟
أنا: أنا لست شخصًا يستمتع بأخذ أموال الناس دون كسبها، وأشعر بعدم الارتياح عندما أعلم أنني مدينة لك الآن، لذا من فضلك يا سيدي، خذها فحسب، أنا حقا لا أريدها.
ميسون: ارميها بعيدًا. قال بحزم.
أنا: ماذا؟
ميسون: سمعتني، ارميها بعيدًا أو اعطيها لأي شخص، الأمر متروك لكِ يا سيدة هارت.
بدأ بالمشي بعيدًا، ومددت يدي لمنعه.
في اللحظة التي لمست فيها أصابعي ذراعه، شعرت بصدمة في كل جسدي فسحبت أصابعي بسرعة.
حدق السيد كامبل في وجهي.
ميسون: لا تحاولي أن تلمسيني مرة أخرى. قال ببرود وكانت لهجته أكثر برودة من أي وقت آخر ثم قال: احترمي نفسك، فأنا مديرك ونحن في المكتب، هذا تصرف غير مهني أن تلمسي مديرك في العمل. هل تفهمينني بوضوح يا سيدة هارت؟
كان جسدي يرتعش وأومأت رأسي وأنا غير قادرة على التنفس.
أنا: نعم يا سيدي، أنا آسفة.
ضاقت عيناه قبل أن يتحدث بنبرة حازمة.
ميسون: عودي الى عملك.