
عروس الذئب
وضع إصبعه تحت ذقنها ورفع وجهها لتحدق به.
"أرجوك"، شهقت باكية. "دعني أذهب، يا صاحب السمو."
ارتسمت ابتسامة ساخرة قاسية على وجهه الوسيم وهو ينظر إلى أسيرته بزهو.
" يا رفيقتي الصغيرة. ما زلت لا تفهمين كيف تسير الأمور..."
أمسك بذقنها وانحنى حتى شعرت بدفئه يخترقها.
"أنت لي الآن. للأبد."
تنقلب حياة كلاريس رأسًا على عقب عندما يخطفها ملك المستذئبين ألفا، سيربيروس ثورن. في البداية، كل ما تريده هو الهروب من براثنه. ولكن ماذا سيحدث عندما تشعر بجاذبية رابطة الرفقاء تجاه خاطفها؟
التصنيف العمري: 18+
الفصل الأول
سيربيروس ثورن
تردد صدى معدني عبر الغابة المظلمة. تداخلت أصوات اللهاث والزمجرة. كانت البشرة تُقشر، واللحم يُمزق ويُلقى على الأرض الملطخة بالدماء.
كان الصوت البارد للمخالب وهي تخدش الجلد الرقيق، تمزقه وتنتزع قطع اللحم، يتردد في الليل شبه الصامت. كان المشهد مرعبًا بكل ما تعنيه الكلمة. كانت العشب مغمورة ببركة كثيفة من الدم القرمزي، مع قطع من الجلد الممزق متناثرة بلا مبالاة فوقها.
تبع صوت تمزيق الجلد صوت تكسر العظام. صرخة مروعة اخترقت الهواء، ليبتلعها صمت مدوي. تمزقت أحد الأطراف من مفصلها وألقيت على الأرض. كان الجسد الذي ينتمي إليه يتمزق قطعة قطعة.
الرجل الذي كان يتحمل هذه الوحشية كان قد تجاوز مرحلة الصراخ من الألم أو التوسل للمساعدة. فهم وضعه وهو يشعر بجسده يتمزق. أدرك أنه فقد يده، ونصف جسده كان مجردًا من اللحم.
رغم الظلام الذي يحيط بمعذبه، كان يعرف من هو. كان الرجل الذي تحيط به الأساطير، المخلوق في كل قصة رعب رويت. لم يكن بحاجة لرؤية وجهه لتأكيد شكوكه. الرجل الذي يعذبه كان ملك جميع الذئاب، ولم يكن لديه نية لتركه يذهب.
كانت عيون الرجل تبرز من محاجرها، والدم ينزف من كل جزء من جسده، مما يفرغ اللون من وجهه. لم يكن لديه خيار سوى قبول مصيره. كان عاجزًا ودون إرادة للقتال.
المخلوق الذي استمر في تمزيقه، بمخالبه الحادة كالسكاكين، كان لا يُهزم. كان حاكمًا يقف فوق الجميع، يحكم بقبضة من حديد. تأوه الرجل من الألم، رأسه منحني، يأمل أن يموت بقدر من الكرامة.
ضحك الملك ألفا بصوت أجش، مستمتعًا بالخوف الذي ينبعث من الرجل. استمتع بشعور الجلد وهو يتمزق تحت مخالبه والدم الدافئ الذي يتجمع على يديه. استمرت التعذيب لساعات. تحمل الرجل بقدر ما استطاع دون أن يصرخ. كانت الغابة صامتة بشكل مخيف، لكن الرياح بدأت تعوي بشكل مشؤوم.
عندما بدأ جسده يتوقف عن العمل، جعل منظر ذراعيه المقطوعتين الملقى في بركة من دمه قلبه ينقبض. كان يشعر بالموت يقترب. لم يكن الملك ألفا راضيًا عن الألم الذي ألحقه، فمال رأس الرجل وغرس أسنانه عميقًا في رقبته. استنزف دم الرجل واستبدله بسم قاتل.
ابتعد الملك ألفا مبتسمًا، فمه وأسنان مغطاة بالدم. دفع جسد الرجل المرتعش على العشب الدموي وضحك. بنظرة أخيرة، تحول الملك إلى ذئب أسود قاتم يندمج بسلاسة مع الغابة المظلمة. ترك الرجل خلفه ليعاني حتى يتوقف جسده عن العمل.
تقلص الرجل بقدر ما استطاع دون يديه، مرتجفًا. انهمرت الدموع من عينيه المحتقنتين بالدم. بدأ السم يحرق أحشاءه. لم يستطع تحمله أكثر. كانت التعذيب لا يُطاق.
لذا أطلق صرخته. صرخ حتى اهتزت الأشجار وطار الطيور خوفًا. كان جسده يذوب، وعيناه تبرزان. عندما صمت، كان جسده قد استسلم. كانت عيناه مفتوحتين، لكنه لم يعد هناك.
لقد مات.















































